لعبت ريادة الأعمال، على مدار السنوات الماضية، دوراً أساسياً في التنمية الإقتصادية في السوق العالمية الآخذة في التوسع، وتشير ريادة الأعمال إلى المفهوم الذي ينطوي على تطوير وإدارة مشاريع تجارية جديدة؛ وتوظيف التفكير الإبداعيّ في ذلك، بحيث تكون هذه المشروعات قادرة على تحقيق إضافة ما في مجالات عملها، إلى جانبِ ذلك، فإن مفهوم ريادة الأعمال يتضمن بشكل أو بآخر حسنَ إدارة المشاريع، والقدرة على الوصول بها نحو أعلى المراتب.
هذا ويعد مصطلح ريادة الأعمال من المصطلحات الحديثة، التي بدأت تسيطر على عقول الشباب في الآونة الأخيرة، خاصة أن المجال اليوم متاح أكثر من السابق للشروع في تنفيذ وتطبيق الأفكار الخلاقة والإبداعية على أرضِ الواقع، عدا عن الفوائد العديدة الملموسة، التي يتم الحصول عليها من ريادة الأعمال، سواءً على المستوى الفردي، أم الجماعي.
أهمية ريادة الأعمال
- خلق بيئة تنافسية شريفة بين المنظمات القائمة، وبالتالي إيجاد المنتجات ذات الجودة الأعلى.
- تقديم عدد أكبر من الخدمات والمنتجات للأفراد.
- إيجاد أسواق جديدة واستحداثها.
- الشعور بالاستقلالية، وتحقيق التحرر من الاتكال على ما يقوم به الآخرون من مهام ووظائف.
- إعطاء الحافز والدعم الكامل لتحقيق إنجازات غير مسبوقة.
- الحد من الهجرة لأصحاب الخبرات والمواهب من خلال إتاحة فرص العمل المناسبة لقدراتهم ومستوياتهم التعليمية.
- رفد اقتصاد الدولة بالموارد المالية، وجعلها رقماً صعباً على المستوى الدولي في مختلف المجالات والقطاعات.
- فتح المجال أمام المبدعين، وأصحاب الأفكار، والقادرين على إدارة مشاريع ضخمة لتطبيق ما لديهم، وتأسيس أعمالهم الخاصة، الأمر الذي يجعلهم أكثر قدرة على تحصيل إيرادات مالية أعلى من تلك التي كانوا سيحصلونها لو عملوا في الأعمال التقليدية.
- توفير العديد من فرص العمل في كافة المجالات، مما يساعد على تحسين الأوضاع المادية للعديد من الأفراد، والعائلات.
- النهوض بكافة القطاعات المهمة؛ كالاقتصاد، والتعليم، والصحة، وغيرها، مما يسهم في إحداث نهضة شاملة في الدولة.
خصائص ريادة الأعمال
توجد مجموعة من الخصائص التي تتميّز بها ريادة الأعمال، ومنها:
- وجود هدف محدد يتم بناء المشروع عليه.
- دعم المشروع بمجموعة من الأفكار الجديدة، والتي تهدف إلى المساعدة على تطبيقهِ.
- وضع خطوات معينة لتنفيذ المشروع بناء عليها.
- التصميم لتحقيق الهدف الخاص بالمشروع.
- حساب المخاطر التي قد تنتج أثناء العمل، أو تطبيق المشروع.
- تعتمد الفكرة الرئيسية للمشروع الريادي عادة على أفكار إيجابية تساهم في تطوير المجتمع.
فوائد ريادة الأعمال
لريادة الأعمال عدة فوائد، كما أنها تلعب أدواراً مهمة في القطاعات الاقتصادية والمؤسسية؛ حيث تساهم بشكل كبير في نهوضها بشكل مستمر، ومن أدوار ريادة الأعمال:
- إنشاء عمل مستحدث، من خلال تزويد سوق العمل بنوع عمل جديد يساهم في تطوره، ويجعله يواكب العولمة الاقتصادية، والتكنولوجية الحديثة.
- اكتشاف مصادر جديدة بالاعتماد على الأفكار الخاصة بالمشروع؛ كاستخدام آلات حديثة تستخدم لأول مرة، أو غير معروفة سابقاً في سوق العمل المحلي.
- تعتمد ريادة الأعمال على الإبداع، وتقديم أفكار حديثة، لذلك تُساهم بابتكار أشياء جديدة لم يستخدمها أو يتعامل معها الناس من قبل، وقد تكون موجهةً لفئة محددة، أو إلى كافة الأفراد داخل المجتمع الواحد.
- إيجاد فرص عمل: عندما يتم تحقيق الأفكار الريادية بشمل واقعي، تصبح الشركات والمؤسسات ذات وجود حقيقي وقانوني يُساهم ذلك في مساعدة الكثير من الأفراد الذين يبحثون عن عمل من خلال وجود وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم الدراسية، وخبراتهم العملية.
صفات رواد الأعمال
يمتاز رواد الأعمال بالعديدِ من الصفات التي تجعلهم قادرين على إدارة أعمالهم وإنجاحها، ولعل أبرز هذه الصفات:
- امتلاك الطموح الذي يعتبر شرارة البداية لتأسيس مشاريعهم، إلى جانب امتلاك رؤيا تساعدهم على وضع أقدامهم على الطريق الصحيح.
- من جهة أخرى، فإن رائد الأعمال يمتلك عادة ثقة عالية بالنفس، وقدرة كبيرة على الإقناع، إلى جانب القدرة على اتخاذ القرارات الخطيرة بعد القيام بالحسابات الّلازمة لذلك، فضلاً عن تمتعه بالإيجابية التي تجعله قادراً على تخطّي أصعب المواقف، وأكثرها حساسية.
تحديات ريادة الأعمال
هناك عدد من التحديات، يمكن لرواد الأعمال مواجهتها على مدار حياتهم الوظيفية، ولعل أبرزها:
- الخروج بأفكار إبداعية: حيث إن رواد الأعمال يعيشون طوال الوقت في حالة من التوتر؛ بغية التوصل إلى فكرة مبتكرة، لم يسبق استخدامها أبداً في السوق. وبهذا يتضح أنه عند اختيار ريادة الأعمال لتصبح مهنة المستقبل، فإن الطريقة الوحيدة للنجاح والاستمرارية في هذا العالم، هي القدرة على تطوير أفكار إبداعية وجديدة طوال الوقت. ومع ذلك، ونتيجة للتوسع الكبير الذي يشهده السوق العالمي، فإن الأفكار المقترحة غالباً ما تكون رتيبة ومتكررة، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة موافقة النقاد عليها، وهذا هو التحدي الأكثر شيوعاً، الذي قد يعترض طريق الكثير من رواد الأعمال.
- واحدة من أكثر الإشكاليات التي تواجه رواد الأعمال، هي البدء بمشاريع تجارية جديدة في السوق، فهذا التحدي غالباً ما يؤدي إلى تحمل عناء العمل لساعات متأخرة خلال المراحل الأولى للتأسيس، من أجل الوصول إلى مستوى المنافسة المطلوب، ولكن عندما تواجه هذه المشاريع، التي مازالت في بداية طريقها، المنافسة الديناميكية الواسعة في سوق العمل، فإن مهمة الوصول إلى أعلى المراتب في وقت قصير، لن تكون سهلة أبداً عليهم.
- مسؤوليات رئيسية: ينبغي أن يدرك جميع الأشخاص الذين اختاروا ريادة الأعمال، لتصبح مهنتهم المستقبلية، أن هناك العديد من المسؤوليات التي تُلقى على عاتقهم، باعتبار أنهم يتمتعون بالاستقلالية التامة، ويملكون صلاحيات كاملة لإدارة مشاريعهم وفريق العمل لديهم، ولهذا ينبغي أن تكون لديهم القدرة على التعامل مع كافة الظروف المحتملة، سواء الجيدة أوالسيئة منها، وهو الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً للكثير من رواد الأعمال.
- مخاطر النجاح أو الفشل: من بين التحديات الأخرى التي تواجه رواد الأعمال، هي أن المخاطر المرتبطة بتبني أفكار جديدة وتنفيذها بطريقة مبتكرة، يمكن أن تؤدي بعض الأحيان إلى الفشل. ولهذا ضع في اعتبارك دائماً أن نجاح المشروع أو فشله يعتمد على صاحب المشروع نفسه، وبالتالي التحدي الأكبر بالنسبة إليك، هو القدرة على اتخاذ القرار الصائب والمناسب دائماً.
