أهمية الاستيراد والتصدير في نمو المشاريع التجارية وتوسعها

مع انتشار الانترنت، انتقلت العديد من الشركات إلى مستوى المنافسة العالمية. ومن جانبهم، يسعى رواد الأعمال الجدد في مرحلة نمو وتوسع مشاريعهم التجارية، ليصبحوا أكثر قدرة على المنافسة، ولعل أبرز الطرق التي قد يلجأون إليها هي استيراد أو تصدير المنتجات والخدمات، باعتبار أن هذه الطرق من أساسيات نجاح الأعمال التجارية.

وللتعرف أكثر على الفوائد التي يجنيها رواد الأعمال؛ إزاء اللجوء إلى استيراد السلع أو تصديرها، نتركك مع الأسطر المقبلة.

أهمية الاستيراد والتصدير

حالما يبدأ المشروع التجاري، تشغيل نشاطاته على الصعيد العالمي، فإن هناك العديد من العوامل الإضافية، التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على نجاحه. وعندما يتعلق الأمر بعمليتي الاستيراد والتصدير، فإنهما لاتشكلان فقط جوهر النجاح لأي مشروع كبير، بل  أيضاً تساهمان في نمو وتوسع الاقتصادات الوطنية.

كذلك لا تقتصر أهمية عمليتي الاستيراد والتصدير على نجاح الأعمال التجارية، بل أنها أيضاً تحمل آثاراً إيجابية للمستهلكين؛ حيث بإمكانهم الاستفادة من بعض المنتجات أو المكونات التي لا تُنتج محلياً، ولكنها متاحة للشراء عبر الانترنت من قبل الأعمال التجارية المشغلة خارجاً.

أولاً: فوائد الاستيراد

عندما يتحدث الناس عن الاستيراد في معدلات التبادل التجاري، فإنهم يربطونه بشراء المنتجات أو الخدمات من بلد آخر، ليتم بعدها تقديم هذه المنتجات للمستهلكين من قبل الجهات المستوردة؛ بحيث تهدف هذه الأخيرة إلى توسيع نطاق خيارات الشراء أمام هؤلاء المستهلكين، وعلى الرغم من أن هذه الفائدة لا يمكن إنكارها، إلا أنها ليست الوحيدة، فهناك العديد من الفوائد الأخرى للاستيراد، تعود بالنفع على أصحاب المشاريع التجارية، ومن أهمها:

طرح منتجات جديدة في الأسواق

بفضل انتشار شبكات الانترنت، أصبح بإمكان رواد الأعمال إجراء بحث شامل وموسع للسوق المحلي قبل استيرادهم لمنتج معين. وهذا بدوره يساعد على تحديد فيما إذا كان السوق المحلي، بحاجة فعلية لمثل هذا النوع من المنتجات المستوردة، ليتمكنوا بعدها من وضع استراتيجية تسويق فعالة مقدماً، لتعريف المستهلكين بالمنتج الجديد الذي سيطرح في الأسواق.

خفض التكاليف

من الفوائد الأخرى الأساسية لعميلة استيراد المنتجات هي خفض تكلفة التصنيع، فالعديد من أصحاب الأعمال التجارية اليوم، يجدون أن استيراد المنتجات والموارد المختلفة أقل تكلفة بكثير من إنتاجها محلياً.

وفي العديد من الحالات، يعثر رواد الأعمال على منتجات ذات نوعية جيدة، وبتكلفة قليلة جداً حتى بعد تضمينهم لنفقات الاستيراد الشاملة. ولهذا فإنهم يفضلون استيراد هذه المنتجات لخفض تكاليفهم، بدلاً من الاستثمار في الآلات الحديثة باهظة الثمن. وفي معظم الحالات نجدهم يعمدون إلى طلب كميات كبيرة من أجل الحصول على أفضل الأسعار وتقليل التكاليف.

تحقيق الريادة في مجال صناعتك

واحدة من الفوائد الرئيسية لاستيراد المنتجات، هي منح رواد الأعمال الفرصة لتحقيق الريادة في السوق المحلي بمجال الصناعة التي تنطوي عليها أعمالهم. وحيث إن عملية تصنيع منتجات جديدة وتطويرها هي عملية لا تنتهي أبداً، إلا أننا نجد العديد من الشركات في جميع أنحاء العالم، تستغل فرصة استيراد منتجات جديدة وفريدة من نوعها قبل إقبال منافسيها على هذه الخطوة. مما يؤدي بدوره لأن تصبح هذه الشركات رائدة في مجال صناعة معينة، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على نمو المشاريع وازدهارها في السوق المحلي.

توفير منتجات عالية الجودة

فائدة أخرى لعملية الاستيراد، تكمن في امتلاك القدرة على تسويق منتجات ذات جودة عالية، فالكثير من أصحاب المشاريع الناجحة، يسافرون للخارج، ويحرصون على زيارة المصانع و البائعين الذين يتمتعون بدرجة عالية من الاحترافية، وكل ذلك من أجل العثور على منتجات ذات جودة عالية، من ثم استيرادها لبلادهم. بالإضافة إلى ذلك، توفر بعض الشركات المصنعة دورات تثقيفية وتدريبية، كما تحرص على إدخال المعايير والممارسات اللازمة؛ للتأكد من مدى جاهزية الشركات لبيع منتجاتها في الخارج بشكل جيد وصحيح.

ومن هنا إذا قررت أن تؤسس مشروعك التجاري، اعتماداً على المنتجات المستوردة، فإن احتمالات حصولك على منتجات ذات جودة عالية تكون كبيرة جداً؛ ويرجع ذلك إلى حقيقة أن شركات التصنيع تعي جيداً، بأن سمعتها التجارية تعتمد بشكل كبير على جودة السلع التي تنتجها، وهذه واحدة من الأسباب التي تجعلك تتأكد بأن عملية الاستيراد من العوامل الجوهرية لنمو نشاطك التجاري وتوسعه في السوق.

ثانيا: فوائد التصدير

إلى جانب الفوائد العديدة لاستيراد المنتجات والخدمات، هناك مزايا كثيرة تجعل رواد الأعمال يلجأون لعملية التصدير أيضاً، وفيما يلي اثنتين من الفوائد الرئيسية لتصدير المنتجات إلى البلدان الأخرى، وهي تشمل:

زيادة المبيعات المحتملة لنشاطك التجاري

 في حين أن المنتجات المستوردة، تساعد الشركات على تقليل التكاليف، يلاحظ أن تصدير المنتجات، يمكنه أن يضمن زيادة المبيعات المحتملة للشركات بشكل عام، كذلك نجد أن المشاريع التجارية، التي تركز على تصدير منتجاتها، فإنها بذلك تساهم في توسيع سوقها ورؤيتها على الصعيد الإقليمي والدولي بل وربما العالمي. ولهذا نجد أن أصحاب هذه المشاريع، يركزون على اكتشاف الفرص الجديدة، التي تتيح لهم عرض منتجاتهم وما يقدمونه من خدمات خارجاً، بدلاً من التركيز على السوق المحلي فقط.

ومن الجدير بالذكر، أن عملية التصدير تعد فكرة جيدة لأصحاب المشاريع المتوسطة والكبيرة، ممن نجحوا بالفعل في التوسع بسوقهم المحلي.  وبمجرد تلبيتهم لاحتياجات ورغبات هذا السوق من المنتجات والخدمات، يصبح بإمكانهم تصدير منتجاتهم للخارج؛ مما يمنحهم فرصة رائعة لزيادة المبيعات المحتملة لمشاريعهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لعملية التصدير أن تكون واحدة من طرق المساعدة على اكتشاف الفرص فيما يتعلق بمنح حقوق الامتياز للمتواجدين خارجاً أو حتى بحث فرص الإنتاج.

زيادة الأرباح

تسهم عملية التصدير في زيادة أرباحك بشكل كبير، ويرجع ذلك أساساَ إلى الطلبات الخارجية، التي عادة ما تكون أكبر من تلك التي يطلبها المشترون في السوق المحلي. كذلك نجد أن العملاء في السوق المحلي عادة ما يشترون القليل من المنتجات، في حين أن أصحاب المشاريع التجارية في الخارج، يطلبون كميات كبيرة من المنتجات، التي ستؤدي حتماً إلى زيادة الأرباح.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت المنتجات التي تصدرها للخارج، فريدة من نوعها ومبتكرة، عندها ستنجح بالتأكيد في زيادة أرباحك بشكل أسرع مما تتوقع.

حقق أهداف مشروعك من خلال عمليتي الاستيراد والتصدير

بشكل عام، تعد عملية الاستيراد خياراً مثالياُ، لأصحاب المشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة، حيث إنها تساعدهم على تطوير منتجاتهم وتوسيع نطاق التشغيل للوصول إلى أسواق أكبر في الخارج، في حين أن عملية التصدير تناسب بشكل أكثر، أصحاب المشاريع التجارية المتوسطة والكبيرة، وتساعدهم على زيادة أرباحهم.

وأخيراً، إذا كنت تسعى للتوسع في نشاطك التجاري وجعله رائداً في مجاله، أو كنت تفكر في خفض تكاليف الإنتاج، فإن الاستيراد هو الحل المثالي الذي يمكنك النظر فيه. أما إذا كان السوق المحلي الذي تتواجد به، صغيراً بالنسبة لنشاطك، وتبحث عن فرص جديدة للنمو والتوسع، فإن التصدير يمكن أن يكون المفتاح الأساسي لتحقيق النجاح.